د. فيصل الفديع الشريف
الاستراتيجيات ضرورية للمنظمات لرسم وتوجيه الاعمال واتخاذ القرارات التي تساهم في تحقيق أهدافها متوسطة وطويلة المدى. تُقسم الاستراتيجيات في العادة الى اهداف، وتوضع الخطط التي يعمل عليها الفريق بكامله بغية تحقيق هذه الأهداف، والتي بتحقيقها يتم انجاز الاستراتيجية المحددة. والاستراتيجية تعني خطة العمل التي نصممها لتحقيق اهداف شاملة وغير قريبة المدى. وهذه العُجالة لا تهدف الى التعريف بالاستراتيجيات ولا بفوائدها، فهذا امرٌ كُتب عنه الكثير حتى اصبح عمودا مهما للممارسات الإدارية للمنظمات، لكن الهدف من هذا الملخص هو التنبيه الى ان الاستراتيجيات مهما كانت مُحكمة في خططها للوصول الى الأهداف المرجوة، الا ان ثقافة المنظمة لها دور اقوى واهم في تطبيق هذه الاستراتيجيات ونجاحها. وقد نادى بذلك بيتر دركر Peter Drucker استشاري الإدارة المشهور الذي اكد على ان الخطة الاستراتيجية مهما بُذل في تصميمها من جهد، الا انها لا تنجح الا اذا اشترك فريق العمل بكامله في ثقافة العمل المناسبة والداعمة للإستراتيجية. ويُردد عنه قوله “Culture eats strategy for breakfast” ان ثقافة المنظمة تأكل الاستراتيجية على الفطور، أي تقضي عليها بشكل مبكر، اذا لم يكن هناك تكامل بين ثقافة المنظمة واستراتيجيتها. وقد يأتي هذا التكامل بتجهيز البيئة المناسبة لتحقيق الاستراتيجيات الأساسية بتقسيمها الى مبادرات او مشاريع او انشطة وقياس مؤشرات أداء هذه التقسيمات ومستوى تقدم إنجازها وصولا الى قياس مدى انجاز الاستراتيجيات الأساسية ويساعد في ذلك ترتيب بيئة العمل وتدريب العمل وتوفير الأدوات، وقد يتطلب الامر تغييرات جذرية في العقلية الإدارية اذا لزم الامر، لكيلا تقف ثقافة المنظمة عائقا يمنع تحقيق الأهداف الاستراتيجية او تأجيلها او إعادة عملها بموارد مختلفة من ما يجعل انجاز صعبا ومملا والمستخدمين غير راضين عنه بدرجة كبيرة.
مقال قصير نُشر في جريدة إشراقة التي تصدرها كليات الشرق العربي، العدد 57 الصادر بتاريخ في غرة شعبان 1445هـ الموافق 11 فبراير 2024 ..
للإطلاع على كامل العدد ،، إضغط هنا ..
اترك تعليقاً