فرحات الطاشكندي
كانت البقالة جزءًا طبيعيًا من نسيج الحي التقليدي، ملاصقة للمنازل أو ضمن السوق المحلي. ولم تكن مجرد محل تجاري، بل مركزًا للتفاعل الاجتماعي اليومي: مكانًا للحديث، تبادل الأخبار، والتعارف بين الجيران، مما يجعلها عنصرًا حيويًا في البيئة الاجتماعية.
تسهم البقالة في تحقيق قرب الخدمات من الإنسان، وهو من المبادئ الأساسية في المدن الموجّهة للمشاة. وجودها في أركان الشوارع يعزز من الحيوية البصرية للحي، ويجعل الشارع مراقبًا اجتماعيًا (eyes on the street)، مما يقلل من الشعور بالعزلة ويعزز الأمان المجتمعي. أما من ناحية جودة الحياة، فإن توفر البقالة في نطاق المشي يقلل الاعتماد على السيارة، وبالتالي يخفض الانبعاثات البيئية، ويرفع كفاءة المعيشة اليومية. كما يُسهم في دعم الاقتصاد المحلي والمشروعات الصغيرة، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
على صعيد الهوية المعمارية، تعكس البقالة المحلية الطابع الثقافي والمعيشي للحي، بخلاف السوبرماركت الكبير الذي يفصل الإنسان عن السياق ويضعه في بيئة استهلاكية غير اجتماعية.
التكامل مع العمارة السلمانية وميثاق الملك سلمان العمراني
يتوافق وجود البقالات المحلية في أركان الأحياء مع مبادئ العمارة السلمانية التي تعلي من قيمة الإنسان والسياق والمكان، وتُجسّد مبادئ ميثاق الملك سلمان العمراني في توفير بيئة عمرانية حيوية، عادلة، ومتصلة بخدماتها الأساسية.
مبدأ من الميثاق
تجسيد البقالات لهذا المبدأ
الإنسان أولاً
توفر البقالات الخدمات اليومية في متناول اليد، تعزز الأمان والراحة.
حيوية المجتمع
البقالة مركز تفاعل اجتماعي طبيعي يعيد للحي حيويته اليومية.
استمرارية المكان والهوية
تعكس البقالة الطابع المحلي وتاريخ السوق والمجتمع في الحي.
سهولة الوصول والتنقل
تقليل الحاجة للسيارات، ودعم نمط الحياة القريب.
العدالة والإنصاف في توزيع الخدمات
توفر الخدمة داخل الأحياء للجميع، خصوصًا غير القادرين على التنقل.
توصية تخطيطية
ينبغي تعزيز وجود البقالات في أركان الشوارع داخل الأحياء السكنية، كعنصر من عناصر دعم الأنسنة، وتحقيق جودة الحياة، وتفعيل مبادئ العمارة السلمانية وميثاق الملك سلمان العمراني. ويمكن دمجها ضمن مشاريع الإسكان الجديدة عبر اشتراطات عمرانية تُشجع على وجود خدمات صغيرة موزعة بشكل مدروس داخل نطاق المشي اليومي (5–7 دقائق).
اترك تعليقاً