د. فيصل الفديع الشريف
يعتبر المالك هو المستفيد الاول من إنجاز المشروع حسب ماهو مُخطط له؛ فهل يكون من المقبول عقلاً ان يكون المالك نفسه سببا من اسباب تعثر مشروعه؟ والحقيقة أن المالك قد يكون سببا من اسباب تعثر المشروع عندما يكون غير واضح الاهداف، وبذلك يكون نطاق المشروع غير مُحدد بوضوح، وعندما لا يقوم بالتنسيق مع باقي المعنيين بالمشروع اللذين تتأثر مصالحهم به؛ وكذلك عندما تكون وثائق المشروع التعاقدية غير مكتملة او غامضه او غير واضحة، او عندما تكون إدارته للمشروع بطريقة غير منظمة او غير إحترافية، او عندما لا يتعاون مع باقي اطراف المشروع بالشكل المطلوب ولا يتفهم أهمية التدفقات النقدية للمشروع، وعندما لا يهتم بإغلاق المشروع ومتعلقاته التعاقدية.
المالك هو المحرك الرئيس لجميع الاطراف في المشروع، فالجميع يعملون لصالحه، ولذلك فإن نفوذه في المشروع هو الاقوى والاقدر على توجيه المشروع الى المسار الصحيح عندما يكون غير كذلك؛ وهو الاكثر قدرة على إدارة العلاقات في المشروع بالشكل الذي يخدم مصلحة المشروع ويضمن إنهائه على أكمل وجه. لذلك وجب عليه اولا ان تكون أهدافه من المشروع واضحة بدقه، بحيث يضمن تفادي التغييرات، الا ما كان منها ضروريا. كما أن عليه ان يضمن إكتمال وثائق المشروع الاساسية حسب نوعية التعاقد، لأن عدم إكتمالها او عدم وضوحها او تعارضها قد يتسبب في التعطيل في إنتظار التوضيح والتعديل سواء للوثائق او للأعمال التي يتم تنفيذها عليها قبل التعديل والتوضيح. كما أن إختيار المالك لنوعية التعاقد قد يكون لها كبير الاثر في إنجاح المشروع بحيث تكون متوافقة مع مستوى التفصيل المتوفر لدى المالك، ومع طبيعة المشروع وحجم التعقيد في عملياته، وكذلك مع التمويل المتوفر له.
طريقة إدارة المالك للمشروع اساس في نجاحة؛ وذلك بإعتباره المحرك لبقية الاطراف. كما ان طريقة اشرافه ومتابعته وتعاونه ودعمه هي الاساس في إنجاح في المشروع بإعتبارها الطريقة التي يمكن بها التغلب على أي مشاكل يتعرض لها المشاريع في العادة. وتتأثر المشاريع سلباً عندما تكون إدارة المالك للمشروع غير مكترثة او غير إحترافية في ما يتعلق بالعمليات الاساسية لإدارة المشاريع او إدارة العلاقة والاتصال بين اطراف المشروع والمعنيين به. اذ ان المطلوب من المالك ان يؤكد لبقية اطراف العقد ان الهدف الرئيس ان يتعاونوا جميعا لتحقيق الهدف الاساسي من المشروع وانهائه كماهو مخطط له، ويمكن ان يتم ذلك عندما يُحقق كل طرف مصالحه من وراء مشاركته في المشروع والتي يجب ان يكون المالك ضامنها وحريص عليها حرصه على تحقيق مصالحه من إنجاز المشروع.
التدفقات النقدية التي تضمن توفير وانجاز بنود المشروع هي عصب نجاحه، وعندما يهتم المالك بها ضمن الحدود التعاقدية وفي الاوقات المناسبة وبالضوابط التي تضمن استخدام هذه التدفقات لمصلحة المشروع فقط، فإن النجاح في الغالب يكون حليف المشروع. ليس من مصلحة المقاول ان يخسر في المشروع، كما هو الهدف نفسه عند الاستشاري، والربح المادي هو المصلحة الاولى التي يرغب كل طرف في تحقيقها بالاضافة الى تغطية المصاريف المتعلقة بالتوريدات والقيام بالاعمال، ويجب ان يتفهم اطراف العقد ذلك حتى يتمكن كل منهم من العمل بكل جدية على انجاز اعمال المشروع في اوقاته المحددة وبالجودة المطلوبة. كما أن إغلاق المشروع وانهاء متعلقاته تعتبر عنصرا رئيسا في نجاح المشروع يرتبط مباشرة بالمالك وبطريقة إدارته للمشروع.
_______________________________________________________________________
مقال للدكتور فيصل الفديع الشريف، نُشر في جريدة الاقتصادية، العدد 6711 الصادر بتاريخ 3 ربيع الثاني 1433، الموافق 25 فبراير 2012
للإطلاع على المقال .. إضغط هنا ..
اترك تعليقاً