الخبرة وإدارة المعرفة

د. فيصل بن الفديع الشريف

 

تزيد خبرة الانسان مع كثرة تجاربه وكثرة مهامه وزيادة اتصالاته وتعدد احتكاكه في مجالات الاعمال وحتى في مجالات الحياة بشكل عام. ويعتبر التعلم من الآخرين وتواصلنا معهم وكذلك التجارب التي تؤدي الى النجاح وحتى تلك التي تؤدي الى الفشل، اساساً نبني عليه معارفنا ونعتمد عليه في قراراتنا. وعليه، فإن الأفراد، وبالذات كبار السن وذوي الخبرة منهم، يحملون تجارب غنية ومفيدة يمكن أن تسهم في تطوير المؤسسات وتعزيز الابتكار وزيادة الكفاءة، ولهذا يمكن اعتبار خبرتهم ومعرفتهم اصلٌ مهم وثروة حقيقية، حيث يمكن أن تكون مصدر إلهام وحل للمشكلات التي تواجهها المؤسسات. لذلك، من الضروري أن تسعى المؤسسات إلى استغلال هذه المعرفة من خلال ادارتها بالشكل الصحيح وإقرار برامج توجيه وتدريب، للبحث عن مكامن هذه المعارف واستخلاصها وتخزينها وتوفيرها ومشاركتها للإسهام في تطوير اعمال المنظمات وتعزيز قدراتها والاستفادة من المعرفة بين الموظفين فيها بالشكل الذي يتوافق مع مقدار الاموال التي تُصرف عليهم.

تعتبر إدارة المعرفة من المفاهيم الحديثة التي اكتسبت أهمية كبيرة في حياتنا بشكل عام وفي قطاع الاعمال بشكل خاص. ففي عالم يتسم بالتنافسية المتزايدة، تحتاج المنظمات إلى الاستفادة من كل ما لديها من موارد، بما في ذلك المعرفة. إن المعرفة ليست مجرد معلومات، بل هي مجموعة من الخبرات والتجارب التي يمكن أن تسهم في اتخاذ قرارات أفضل. لذلك، فإن إدارة المعرفة تساعد في تحويل المعرفة الضمنية الموجودة عند الموظفين، والتي تكون عادة غير موثقة أو غير واضحة، إلى معرفة صريحة موثقة ومحفوظة في اوعية تخزين مناسبة، وبذلك يسهل مشاركتها وتبادلها واستخدامها، مما يُتيح للأفراد الوصول إلى معلومات جديدة وأفكار مختلفة، ويؤدي الى تحسين الكفاءة التشغيلية، وتقليل الوقت المستغرق في البحث عن المعلومات أو إعادة اختراع الحلول، كما يمكن أن تعزز إدارة المعرفة من قدرة المؤسسات على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.

إن الاستثمار في إدارة المعرفة لم يعد مجرد خيار، بل اصبح ضرورة استراتيجية تساهم في تحقيق النجاح والاستدامة في عالم يتغير بسرعة. ولتطبيق إدارة المعرفة في منظماتنا، نحتاج الى استراتيجيات واضحة تتناسب مع طبيعة المنظمة وأهدافها، وتشمل هذه الاستراتيجيات إنشاء قواعد بيانات للمعرفة، وتنظيم ورش عمل تدريبية، وتطوير نظم معلومات تدعم تبادل المعرفة بين الأفراد. كما يجب تهيئة بيئة العمل لتشجع على التعاون والتواصل بين الأفراد، بإعتبار أن تبادل الأفكار والخبرات يعد جزءًا أساسيًا من عملية إدارة المعرفة.

 

مقال نُشر في جريدة “إشراقة” التي تصدرها كليات الشرق العربي، العدد 66 الصادر في الاول من رجب 1446 الموافق الاول من يناير 2025.

 

للإطلاع على المقال من الجريدة (كامل الجريدة) ،، إضغط هنا ..

إشراقة العدد 66

تاريخ الاضافة : Thu 2 Jan 2025 عدد المشاهدات : 51 مشاهده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

code

أسئلة؟ دعنا نتحدث
دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب