د. فيصل بن الفديع الشريف
تعتبر وحدة القيادة Unity of Commandمن المباديء الإدارية الهامة التي تمثل أساسا في العمل الإداري، وهي تعني ان يكون توجيه الموظف، وهو احد وظائف الإدارة، من مصدر قيادي واحد، وبذلك فكل موظف في المنظمة يجب ان يتبع قائدا واحدا فقط، أي ان يكون للموظف رئيس واحد فقط، يكون مرجعا مباشرا له، يتلقى منه التعليمات والتوجيهات والاوامر التي تتعلق بواجبات عمله، ويرفع له نتائج اعماله التي ينجزها ويناقشه فيها، ويرفع له تقاريره وما يتعلق بالتغذية الراجعة التي يقوم الموظف بها عند الانتهاء من عمله او عند حاجته الى دعم فيما يقوم به.
يُطلق مصطلح “المرجعية” على وحدة القيادة في العرف الإداري السائد، وبذلك يُسأل الموظف عن مرجعيته، والى أي مدير يتبع، بإعتبار ان مسؤولية توجيه هذا الموظف وحتى متابعته تقع على رئيسه المباشر، لأنه هو الذي يوجهه للإلتزام بإجراءآت المنظمة، وهو الذي يعرف معالم قوته فيستغلها، ويعرف نقاط ضعفه فيعالجها. وبذلك فإن وحدة القيادة تتبع للأصول التنظيمية للمنظمة التي ترسم حدود السلطة ليكون كل موظف مسؤولا في جميع اعماله امام موظف آخر اعلى منه درجه.
تهدف وحدة القيادة الى تعزيز معايير الضبط الإداري، وتوثيق العلاقة بين الرئيس ومرؤوسيه، وبذلك يشعر الموظف بالتحفيز والتقدير عند الحاجة لها، وبالحماية والجزاء عندما يكون ايٌ منها مطلوبا .. كما ان وحدة القيادة تُجنب الموظف الارتباك والتخبط عندما ترده التوجيهات من كل ناحية، وربما احتج بذلك في تقصيره وضعف انتاجيته. وعليه، فإن وحدة القيادة تجعل الموظف اكثر إنتاجية واكثر ولاء للعمل واكثر قدرة على الابتكار والابداع في عمله، ليس لسبب الا لأنه يعرف ان رئيسه المباشر سيحترم جهده ويُقدر ابداعاته، وهو من سيقوم بتقييم أدائه في نهاية الفترة، وكذلك لوجود مصفوفات واضحة للصلاحيات والمسؤوليات التي تحدد السلطة والمسؤولية والمسآلة في كامل الهيكل التنظيمي للمنظمة.
تستفيد المنظمات التي تتبنى مبدأ وحدة التوجيه في الإدارة، من تماسك التنظيم الإداري، وتعزيز العلاقات بين الرؤساء والمرؤوسين، وزيادة الإنتاجية وتنمية دوافع العمل الجماعي المبني على حدود واضحة للجميع، كما تساعد وحدة التوجيه على تجنب تضارب وازدواجية الاعمال، وعلى تجنب التلاعب والتقصير والارتباك التنظيمي. الا انه يجب الحرص من عدم تأثر المرونة بوحدة التوجيه، وان لا يكون الاطار الذي يحدد الهيكل التنظيمي ومصادر التوجيه عائقا امام التطوير والتغيير والتحسين المستمر.
مقال نُشر في جريدة “إشراقة” التي تصدرها كليات الشرق العربي، الاول من شوال 1445 الموافق 11 ابريل 2024 ..
للإطلاع على كامل النشرة ،، إضغط هنا ..
اترك تعليقاً