ليس هينا ان تختصر إجابة سؤال بهذا الحجم في مقالة قصيرة، ولكن هناك أسباب رئيسية تجعل من إدارة المشاريع عنصرا هاما في تسيير الاعمال وتحقيق الأهداف والوصول الى نتائج أفضل، وهو ما يطمح اليه كل مسؤول مُكلف بعمل. بالإضافة الى ذلك، فإن إدارة المشاريع تساعد على التخطيط المتقن والفعال لخطوات تحويل الأفكار الى واقع والوصول الى الأهداف الاستراتيجية للمنظمات. وتساهم إدارة المشاريع في معرفة المخاطر وادارتها إدارة محكمة تعمل على تفاديها بالكلية او تحويلها او تقليل آثارها. وتعتبر إدارة المشاريع أداة تواصل جيد يبدأ من تحديد المعنيين وتقييم اهتمامهم ونفوذهم ومن ثم تُرسم الخطط المحددة للتواصل معهم بفعالية واستمرارية. وإدارة المشاريع كما انها أداة لزيادة الفعالية، فإنها أيضا عامل لتقليل التكاليف وتحقيق اقصى قدر من الكفاءة عن طريق إدارة زمن المشروع وتكلفته ومخاطره، والتحكم في نطاقه وجودته وموارده ومشترياته، مما يؤدي، في نموذجٍ تم تطبيقه آلاف المرات، الى تحسين الجودة والانجاز في الوقت المحدد، وفي تقليل الهدر والتكاليف التي لا ضرورة لها.
حياتنا مجموعة مشاريع، والمشروع هو المهمة او النشاط الذي له زمن محدد تعرف فيه بدايته ويتم توقع نهايته وله تكلفة محددة ومنتج فريد (غير متكرر)، وبناء على هذا التعريف، فإن اغلب الاعمال التي نقوم بها ينطبق عليها هذا التعريف، وعندما نطبق عليها مفاهيم إدارة المشاريع ولو بشكل اولي او عام، فإن ذلك قد يجعل نتائجها افضل؛ وذلك على اعتبار ان إدارة المشاريع تعتبر طريقة مُجربة للتخطيط الفعال وتصميم نطاق العمل المطلوب، وكذلك للتحكم في الموارد وإدارة الوقت والتكلفة والتي يتم بها تحديد الأولويات، ومن ثم إدارة العمل ومراقبة الأداء بدقة.
وعلى هذا الأساس، نحتاج إدارة المشاريع عندما يكون لدينا اهداف او اعمال او مهام او أنشطة يجب تنفيذها في مدة محددة وبتكاليف وموارد محددة. وإدارة المشاريع تعتبر وسيلة او أداة او طريقة قد تساعدنا، اذا ما طبقنا مفاهيمها بإحترافية، على الوصول الى ما نريد والتحكم فيما نفعل.
_______________________________________________________________________________________________
مقال نُشر في جريدة “إشراقة” التي تُصدرها كليات الشرق العربي، العدد 56 الاول من رجب 1445هـ الموافق 13 يناير 2024م.
اترك تعليقاً