خصخصة المطارات

 

راشد محمد الفوزان

 

 

توجه الطيران المدني لخصصة بعض المطارات هي خطوة رائدة ومهمة، وسبق أن طرحت ببعض الكتابات هنا، والمهم في خصصة المطارات هو التوجه نحو التغيير من الإدارة الحكومية إلى الخاصة، لا شك أنها تهدف إلى خدمة أفضل وتطوير ومنافسة، وأيضا خلق بيئة تنافسية مهمه في القطاع الخاص بين الشركات، فالمطارات بالمملكة خاصة الدولية والكبرى منها تعتبر أقل من القدرة الاستيعابية للمسافرين والقادمين، والتطوير والتوسعات موجودة كمطار الملك خالد بالصالة الخامسة او مطار الملك عبدالعزيز بجدة الجديد والذي يعمل به على قدم وساق. الأهم هو “التحول والتغيير” من العام للخاص في الإدارة، وهذا لا يعني غياب الطيران المدني بالضرورة، فهو سيكون مراقبا ومشرعا ومتابعا، ولكن التحول سيعني ان هناك شروطا تطبق ومطالب ملزمة، وعملا آخر جديد لا ينتظر قرارات طويلة أو غيرها، بل هو تحول مباشر وسيكون ذا أثر فعال.

مطارات المملكة تحتاج إلى التوسع والتطوير، كما هي خطوط الطيران، فلا بد من منافسة وتطوير، وهما التحدي الحقيقي الذي سيعني تحولا في خدمة الطيران المدني، فلا يكفي مطارات حديثة بدون شركات طيران توفر المقاعد والخيارات، والمطارات ليست مساحات شاسعة فقط، بل خدمات أرضية مهمة، كالأسواق الحرة وما في حكمها، المناولة والخدمات اللوجستية، نحتاج تزامنا بين المطارات وشركات الطيران والخدمات الأرضية، وأخيرا ” الإنسان”، بناؤه والعمل على تطويره وتدريبه واحترافية بالعمل لديه، وهذا مهم جدا ونحتاجه قبل أي شيء آخر، فلا عمل ينجح بدون إنسان مدرب متقن لعمله ومحترف، وأن لا تركن المطارات أو شركة الطيران أيا كانت أو الموظف أن “المسافر” هو بحاجة له، بل يجب العكس أن يشعر من يدير هذا المطار وشركة الطيران والخدمات الأرضية أن مصدر الدخل له والأساس هو “المسافر ” لا يجب أن تكون النظرة مقلوبة وأن المسافر هو المحتاج، فمتى تغير وتحولت هذه النظرة سأجزم بأن مشكلة الطيران والسفر والخدمات قد حلت كثيرا ومباشرا لا ريب فيه.

فمرحبا بالتخصيص المحترف، والمتخصص والاستفادة من كل تجارب العالمية وأن تكون البداية من حيث انتهى الآخرون وهو ما أثق وبقيادة شخصية مميزة أوكلت لها الثقة الملكية من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، بتعيين معالي رئيس الطيران المدني الأستاذ سليمان الحمدان وفريق العمل معه، فالجميع يتطلع لمطارات أفضل وخدمات أسرع وأكثر إتقاناً بالوقت المناسب والوقت الملائم. فهي بظني مسألة وقت.

—————————————–

نُشر هذا المقال في زاوية (بموضوعية) للكاتب راشد الفوزان في جريدة الرياض، العدد 17137 الصادر بتاريخ 8 شعبان 1436 الموافق 26 مايو 2015.

المقال موجود على هذا الرابط:

 

http://www.alriyadh.com/1051402

 

تاريخ الاضافة : Sun 24 Oct 2021 عدد المشاهدات : 560 مشاهده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

code

أسئلة؟ دعنا نتحدث
دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب