د. عبدالله بن عطية الخرماني
تلعب الأحوال الجوية دورًا محوريًا في التأثير على جداول تنفيذ مشاريع البناء، لا سيما في المناطق المعرضة لتقلبات مناخية شديدة. تبحث هذه الدراسة في العلاقة المعقدة بين أنماط الطقس ومؤشرات أداء المشاريع في مدينة الرياض، مسلطةً الضوء على كيفية تأثير درجات الحرارة القصوى، والهطول المطري، والرياح، والعواصف الرملية على إنتاجية البناء، وتوزيع الموارد، وجدولة الأعمال. ومن خلال تحليل بيانات 50 مشروع بناء على مدار عقد كامل (2013–2023)، بالإضافة إلى دمج رؤى نوعية من محترفي القطاع، تحدد الدراسة التحديات الرئيسة الناتجة عن الظروف الجوية وتقترح استراتيجيات عملية للتخفيف منها.
كشفت النتائج أن ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 45 درجة مئوية أدى إلى انخفاض إنتاجية العمال بنسبة تصل إلى 35%، بينما تسببت حوادث الأمطار الغزيرة النادرة في تأخير 15% من المشاريع التي تم تحليلها بسبب ضعف البنية التحتية لتصريف المياه. كما تسببت العواصف الرملية، التي أثرت على 20% من المشاريع، في الحاجة إلى صيانة متكررة للمعدات واتخاذ تدابير وقائية إضافية.
وتبرز الدراسة الدور الحيوي للتقنيات المتقدمة مثل التنبؤات الجوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأدوات نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، والمواد المبتكرة مثل الطلاءات المقاومة للحرارة، في تعزيز القدرة على مقاومة الاضطرابات المناخية. وتؤكد النتائج على أهمية دمج بيانات الطقس المحلية في تخطيط مشاريع البناء لتحقيق كفاءة أعلى، وتوفير في التكاليف، وتعزيز الاستدامة.
من خلال معالجة التحديات الفريدة التي يفرضها مناخ الرياض، تساهم هذه الدراسة في تطوير ممارسات إدارة البناء على المستوى العالمي، مقدمةً رؤى قابلة للتطبيق في المناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم.
بحث علمي محكم للدكتور عبدالله الخرماني، نُشر في المجلة الدولية للعلوم الادارية والاقتصادية والمالية، المجلد (4) العدد (12) يناير 2025م.
للإطالع على البحث ،، إضغط هنا ..
اترك تعليقاً