د. ثامر بن ملوح المطيري
من المھم ابتداءً أن نؤكد على أن عملیة إعادة الھیكلة الإدارية في مفھومھا وأبعادھا – كما سیتم إيضاحه لاحقا – لیست ھدفاً بذاتھا ولكنھا وسیلة رئیسة تسھم في وترمي إلى تحقیق الأھداف التالیة :
– رفع كفاءة الأداء وإزالة القیود التي تحد من الإنتاجیة وتعیق حركة التفاعل الطبیعي بین المتغیرات المرتبطة بالإدارة ، وذلك من خلال إحداث تغییرات جذرية فاعلة في الأوضاع والأسالیب والمفاھیم الإدارية السائدة ، وفي كل ما يرتبط بھا ويتفاعل معھا من عوامل اقتصادية واجتماعیة وسیاسیة .
– حسن إدارة وترشید استخدام الموارد الوطنیة المتاحة والمحتملة ، وتعظیم معدلات الكفاءة والفعالیة والإنتاجیة في الأجھزة الإدارية .
– تكريس مفاھیم اللامركزية وتدعیم التنظیم القطاعي والتخطیط الإقلیمي بما يحقق تحويل الدولة إلى مجموعة من الكیانات الاقتصادية والوحدات الإدارية المنتجة .
ومن الثابت أن معظم الدول المعاصرة على اختلاف درجات تقدمھا تعمل بنشاط في میدان إعادة الھیكلة الإدارية ، لا فرق في ذلك بین الدول النامیة والمتقدمة ، ذلك أن إدارة الجھاز الحكومي لم تعد من الأمور الارتجالیة التي تعتمد على الاجتھادات الشخصیة والمھارات الفردية ، بل أصبحت تستند إلى أسس إدارية ومبادئ علمیة ثابتة ومعترف بھا ، وقد ظھرت كتابات عديدة في ھذا الحقل ، بعضھا أخذ الطابع القانوني ، والبعض أخذ الطابع السیاسي ، والبعض الآخر – وھو الأحدث – أخذ الطابع الإداري والسلوكي . ولكنھا اتفقت جمیعاً على ضرورة تطوير الإدارة الحكومیة بما يتلاءم وطبیعة أھداف وتطلعات المجتمعات الحديثة ، وبالتالي رفع مستوى أداء الخدمة العامة ، والقضاء على مظاھر الروتین والضعف والبطء في الأداء ، وسوء إدارة الموارد العامة للدولة .
وفي ھذه الورقة البحثیة سیتم عرض وتحلیل مسار إعادة الھیكلة الإدارية من حیث المفھوم والأبعاد والمنھجیة باستخدام الأسلوب العلمي في الجانبین النظري والتطبیقي ، حتى يمكن الوقوف على حقیقة مجريات العمل الحكومي والتزود ببعض نتائج الدراسات والتجارب العلمیة والمیدانیة التي تمت في ھذا الحقل .
_________________________________________________________________________
للإطلاع على كامل البحث ،، يمكن زيارة الرابط التالي:
اترك تعليقاً