بيهس السوادي
قبل ١١ عامًا وتحديدًا في عام ٢٠٠٥ تعرفتُ تعرفًا معمقًا إلى إدارة المشروعات والدليل المعرفي PMBOK، ولعلي ذكرتُ في الكثير من دوراتي ومقالاتي أن هذا الأمر بالفعل غيّر طريقة وأسلوب تفكيري ونظرتي للأشياء وعلمني الكثير من الأدوات الفعالة المستخدمة في إدارة المشروعات والإدارة عمومًا، وباختصار فإن الأمر كان نقلة نوعية تمامًا على المستوى الشخصي والمهني والإداري.
منذ حوالي أسبوعين وبسبب مجموعة من العوامل والظروف وجدتني متشوقًا إلى الدخول إلى عالم إدارة المشروعات الرشيقة Agile Project Management، فعلى الرغم من اطلاعي وإلمامي بأساسياتها بل وتطبيق بعض هذه الأساسيات في المشاريع الصغيرة التي نقوم بها الخاصة بتطوير البرمجيات والمواقع الإلكترونية، وجدتني أزداد فضولًا لمعرفة أشمل وبتفاصيل أكثر عن هذا الإطار الإداري، فابتدأت بدورة صغيرة على منصة يوديمي عن إدارة المشروعات بطريقة Scrum وهي إحدى طرق الإدارة الرشيقة، والحقيقة أني دهشت بسهولة وفعالية هذه الطريقة. وبما أنني وضعتُ هدفًا لنفسي اجتياز إحدى الاختبارات العالمية في هذا المجال، فقد اخترت شهادة PMI-ACP على الرغم من صعوبتها لأنها تتطلب إلمامك بأكثر من منهجية مثل Kanban و Lean و XP وغيرها، عدا عن الأسلوب المعتاد من PMI والذي يجعل اجتياز الامتحان بالفعل من الأمور الصعبة، وبالفعل سجلت بدورة أخرى على نفس المنصة وتابعتها ثم استعددت للامتحان عن طريق أسئلة RMC المعروفة، وتوج كل ذلك ولله الحمد بالفعل بحصولي على هذه الشهادة.
هذه الرحلة القصيرة التي لم تتجاوز كما ذكرت الأسبوعين، لم تكن بأقل من سابقتها قبل ١١ عامًا من ناحية التأثير العميق الذي أستطيع أن أجزم أنه أحدث لدي تغييرًا راديكاليًا في طريقة التفكير الإداري. اسمحوا لي أن أجمل لكم أهم ملامح هذا الإطار الإداري الفعال.
ينص إعلان الإدارة الرشيقة Agile Manifesto ببساطة على الأمور التالية:
هذه ببساطة مبادئ الإدارة الرشيقة Agile وعلى الرغم أن من صممها أصلًا كان العاملين في صناعة تطوير البرمجيات، إلا أن تطبيقها اليوم ممكن بل ومهم جدًا في أي مشروع من المشروعات التي تبدأها وأنت لا تدري بالتحديد ما هو المنتج الذي تريد أن تصل إليه knowledge-based projects. وإذا كنا ندين بالفضل للمهندسين المدنيين في اختراع الطرق التقليدية waterfall فاليوم نحن ندين لمطوري البرمجيات لوضعهم هذه الطرق الفعالة في الإدارة الرشيقة.
تطبيق الإدارة الرشيقة Agile كما يقال هو رحلة وليس هدفا، لذلك فلديك الكثير لتتعلمه أثناء تطبيقها والمجال مفتوح لكي تطورها وتلائمها بالطريقة التي تناسب عملك طالما تمسكت بالثوابت الأساسية المذكورة أعلاه.
الرحلة بالنسبة لي شخصيًا كانت ممتعة جدًا، والطريف في الأمر أنك ستفاجأ بلغة فنية جديدة تماما يجب أن تتقنها لكي تلم بهذه الطرق، وحقيقة هذا ما زاد لدي الأمر متعة.
إذا كنت مثلي سابقًا مترددًا في هذا الخيار فأنا اليوم بالفعل أشجعك بقوة على الدخول في هذا المجال وتطبيقه وبالفعل سترى نتائج مذهلة، واذا احتجت توجيهي ومساعدتي في ذلك فلا تتردد في طلبها.
مقال للمهندس بيهس السوادي، منشور في مدونته، تم الاطلاع عليه بتاريخ 26 ابريل 2025.
للإطلاع على المقال من موقعه الاصلي، إضغط هنا ..
اترك تعليقاً