20160730 – ارهاب الشوارع

د. فيصل بن الفديع الشريف

السبت 25 شوال 1437 الموافق 30 يوليو 2016

 

العناوين كثيرة ،، فهل المشكلة تبدأ من قيادة السيارات؟، ام من انظمة المرور، ام من تصميم الشوراع، ام من تواجد رجال المرور المعنيين بتطبيق انظمة المرور، ام أنه انعدام الذوق العام، لكنها بالتأكيد تتلخص في ان شوارعنا اصبحت مرتعا لمن لا يحترمون انظمة المرور ولا يحترمون الآخرين، ولا يحترمون حتى انفسهم. الموضوع خطير جداً، لكنه مستفحل ومستمر، ولا يبدو ان هنا بارقة امل في حل، خطورة مستمرة، وشوارعٌ اصبحت مرتعاً للموت والاصابات الخطيرة. ليس هذا من قبيل المبالغة، فقد صرح رئيس “الخطة الاستراتيجية للسلامة المرورية” عن ارقام خطيرة مستمدة من إحصائيات ادارة المرور بوزارة الداخلية، تفيد ان اعداد الحوادث المرورية خلال الاعوام من 1391 حتى 1432 بلغت 8182794 حادثا نتج عنها إصابة 1014688 شخص، ووفاة 149802 شخص. ولتوضيح حجم المشكلة فقد بلغت أعداد الحوادث المرورية في عام واحد فقط (1432هـ) اكثر من 540 الف حادث نتج عنها إصابة اكثر من 39 الف شخص، ووفاة سبعة آلاف ومائة وثلاثة وخمسون شخص، اي بمعدل 20 حالة يوميا جراء حوادث السيارات. 75% من الوفيات والاصابات في الفئة العمرية دون 30 سنة، والاصابات الناجمة عن الحوادث المرورية تشغل 30% من اسرة المستشفيات. (الاقتصادية،  العدد 7021 بتاريخ 31 ديسمبر 2012).

هناك فيلم قصير انتجته ارامكو عن الحوادث المرورية، (اضغط هنا لمشاهدة المقطع) يتحدث الفيلم عن ارهاب الشوراع، ومن هنا جاء عنوان هذا المقال. يختصر مقطع الفيديو هذا كل ما يمكن ان يُقال عن حجم المشكلة. ويطلب في نهاية الفيلم ان يكون هناك مشروع وطني، يُبنى على وعي بوجود المشكلة ووعي بضرورة حلها ووعي بأدوات الحل يتكاتف فيه المواطينين مع المسئولين. هذا الوعي ربما تمثل في الخطة الاستراتيجية للسلامة المرورية التي تكاتف في إعدادها مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كلٌ من “وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة النقل، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والإدارة العامة للمرور، كما تم تشكيل لجنة تنفيذية من متخصصين من: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارات (الاقتصاد والتخطيط، النقل، الشؤون البلدية والقروية)، والإدارة العامة للمرور، وجامعتي (الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن)، والقطاع الخاص، وذلك لتحديد مواضيع البحوث والدراسات، وتشكيل الفرق البحثية التي تنفذ الدراسات، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ومتابعة الأعمال التنفيذية وفقاً لمتطلبات إعداد الخطة الاستراتيجية” والتي اقرها مجلس الوزراء في سبتمبر 2013. لكن الملاحظ ان الحوادث في ازدياد وان المشكلة تتفاقم حصوصا مع التضخم السكاني ونمو المدن واستقدام العديد من العمالة التي اما لا تعرف قيادة السيارات او لا تجيدها.

الامر خطير ،، بل انه في غاية الخطورة، وعدم الاهتمام به او قصر الاهتمام على جهود تُنشر وتُنسى بدون اي اثر لتطبيقها على الواقع، يضاعف المشكلة. الدول من حولنا طورت انظمتها المرورية حتى اصبحت مثالا للإنضباط والدقة، وهم اقل منا من باب الاعداد في الامكانيات المادية والبشرية. فهل نعجز عن ذلك؟ بُحت الاصوات، وكثرت الدراسات، وزاد الواقع الماً وفقدانا. كثر (انتحار الطرقات)، بين قلة مستهترين، وكثرة تتجرع الآلام وهي تنظر الى ابنائها بين قتيل ومصاب. ولم يتم عمل شئ ،، فإلى متى الانتظار؟

جهاز المرور عليه مسئولية كبيرة في ضبط النظم وتطبيقها ،، وهي مسئولية يبدو انها لم تصل بعد لرجل المرور الذي (في بعض نماذجة) ما زال يخالف النظام الذي يطالب الآخرين بتطبيقه، ويستخدم الجوال اثناء القيادة ولا يلتزم بحزام الامان. لذلك، فلعل البداية تكون برجل الامن، ومنه الى الانتشار الفعال، وتطبيق الانظمة بعدالة وحزم. ما ينجح فيه غيرنا، لن يكون صعباً علينا، الا اذا اردناه ان يكون صعبا …..

_________________________________________________

المواد المنشورة حول هذا الموضوع كثيرة جدا ،، من تقارير ومقالات وحتى ابحاث علمية ودراسات ،، للإستزادة حول الموضوع يمكن مراجعة التقارير والمقالات التالية:

إحصائية مخيفة لأعداد الموتى والمعاقين بسبب الحوادث المتكررة في المملكة

حوادث المرور والانتحار البطئ على الطرق

تاريخ الاضافة : Sat 18 Sep 2021 عدد المشاهدات : 429 مشاهده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

code

أسئلة؟ دعنا نتحدث
دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب