د. فيصل بن الفديع الشريف
تهدف منهجية كايزن Kaizen الى التحسين المتدرج والمستمر، والتغيير للأفضل وتفعيل الإدارة الرشيقة التي تركز على تقليل الهدر وتطوير الإنتاجية وتحقيق التحسن المستدام في الأنشطة والعمليات التي تستهدفها المنظمة، كما انها تُعزز الكفاءة والإنتاجية، وتُحسن الجودة وتشجع الابتكار والابداع. وهي فلسفة للتحسين المستمر يتم تطبيقها لتحسين العمليات والإنتاج بشكل مستمر وتدريجي في الكيفية او الطريقة التي تتم بها الأمور. ويعتبر مفهوم كايزن في الإدارة مفهوما يابانيا، حيث تعني كايزن في اليابانية “تحسين”، وفي الاعمال التجارية ومنظمات الاعمال تعني “التحسين بإستمرار”، سواء في الوظائف او في العمليات، وتعتبر كايزن أساسا في نظام انتاج شركة تويوتا بإضفاء الطابع الانساني على مكان العمل، وتمكين الأعضاء الافراد من تحديد مجالات التحسين واقتراح حلول عملية.
توجه كايزن مستخدميها الى التركيز على موقع العمل، وهو ما يُسمى بالجمبا Gemba في منهجية كايزن، حيث تنطلق التحسينات المتدرجة على ارض الواقع، وحيث يُمكن الاهتمام بالافكار الصغيرة والبسيطة التي يُمكن ان يتم تنفيذها في نفس اليوم بإستخدام تدفق كايزن للمواد والمعلومات، وهو ما يُمكن تطبيقه في إعادة هيكلة منطقة الإنتاج او هيكلة المنظمة، وكذلك استخدام عملية كايزن التي تستهدف وضعية عمل الموظف وتحسين انتاج العاملين.
تُستخدم كايزن في إدارة المشاريع كأحد طرق إدارة الموارد، وذلك بتشجيع التحسينات الصغيرة كنتيجة لمجهودات الموظفين المستمرة والمرتبة، وهي تعتمد على مجموعة من المبادئ منها:
يُمكن تطبيق كايزن بتطبيق عدة خطوات تبدأ من تحليل وتقييم موقع العمل والوضع الراهن للمنظمة وتحديد المجالات التي تحتاج الى تحسين، ثم المشاركة والتوجيه حيث يجب ان يكون التحسين معتمدا على مشاركة كامل الفريق وتوجيهات الإدارة، بعد ذلك يتم تطبيق التغييرات الصغيرة بشكل مستمر مع وجوب قياس النتائج، ومن ثم يأتي دور التعلم المستمر. وبإختصار، فإن تطبيق كايزن يعتمد على اجراء التغيير ورصد النتائج المترتبة عليه، ثم التعديل ان كان هناك حاجة للتعديل.
نُشر هذا المقال في نشرة “إشراقة” التي تصدرها كليات الشرق العربي، العدد 64 الصادر في اول جماد الاول 1446 الموافق 3 نوفمبر 2024.
اترك تعليقاً